هل سيفاوض سيمون كرم وفق أجندة الدولة أو "قرنة شهوان"؟

في 3 كانون الأوّل 2025، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانيَّة تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم ترؤّس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة الميكانيزم، فمن هو السفير كرم؟ وما هي أبرز مواقفه من القضايا السياسيّة المطروحة في البلد؟

مسيرته المهنية:

- وُلد في 2 شباط 1950 في بلدة جزّين جنوب لبنان.

- درس الحقوق في الجامعة اليسوعيّة في بيروت، وتخرّج منها. وعمل محاميًا في بيروت قبل أن يُعيّن عام 1990 محافظًا لمنطقة البقاع. ثم في 1991 أصبح محافظًا لمدينة بيروت.

- عام 1992 عُيّن سفيرًا للبنان في الولايات المتّحدة، وكانت مسيرته الدبلوماسيَّة قصيرةً، حيث استقال في آب 1993، وعُزيت استقالته إلى اعتراضه على الأداء السياسي للسلطات اللبنانيَّة في ذلك الوقت.

- كان من بين أبرز الأسماء المشاركة في تجمّع قرنة شهوان تحالف سياسي لبناني دعا إلى انسحاب القوات السوريَّة من لبنان وتطبيق اتّفاق الطائف.

أبرز مواقفه

من خلال مواقفه السياسيَّة، يتبيَّن أنَّ كرم هو من أنصار التوجّه السعودي - الأميركي المؤيّد لنزع سلاح المقاومة من خلال:  

- يُعدُّ من أبرز منتقدي السلاح "خارج إطار الدولة اللبنانية"، ويربط بين "السلاح وغياب السيادة" حسب تعبيره.

- يدعو إلى اعتماد لبنان لسياسة "الحياد والنأي بالنفس"، التي تعتبر في لبنان شمّاعة لحلف الوصاية للهجوم على المدافعين عن السيادة.

- يستحضر "اتّفاقية الهدنة" لعام 1949 كنموذج، ويعتبر جوهر تلك الاتفاقية هو قدرة الدولة على "فرض الأمن دون شريك أو منازع على حدودها وكل أراضيها".

إشارة إلى أنَّ كتاب حزب الله المفتوح الذي وجّهه الى الرؤساء الثلاثة والشعب اللبناني بتاريخ في 6 تشرين الثاني 2025 كان قد حذّر من "التورط والانزلاق إلى أفخاخ تفاوضيَّة مطروحة، ففي ذلك المزيد من المكتسبات ‏لمصلحة ‏العدو الإسرائيلي الذي يأخذ دائمًا ولا يلتزم بما عليه، بل لا يعطي شيئًا. ومع هذا ‏العدوّ المتوحّش والمدعوم من الطاغوت الأميركي، لا تستقيم معه مناورة أو تشاطر. إنَّ لبنان معني ‏راهنًا بوقف العدوان بموجب نصّ إعلان وقف النار، والضغط على العدو ‏الصهيوني للالتزام ‏بتنفيذه، وليس معنيًا على الإطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني، ‏والاستدارج نحو تفاوض ‏سياسي مع العدو الصهيوني على الإطلاق، فذلك ما لا مصلحة ‏وطنيَّة فيه، وينطوي على ‏مخاطرَ وجوديَّةٍ تهدِّد الكيان اللبناني وسيادته".

مؤيّدو هذه الخطوة يحتجّون بأنّها ليستِ المرّة الأولى التي يشارك فيها لبنان بصفة مدني في المفاوضات مع العدوّ الإسرائيلي، حيث سبق أن شارك بهذه الصفة في مفاوضات الحدود البحرية عام 2022، وأنَّ المعنيَّ هو موظّف من قبل الدولة اللبنانيَّة معني بإدارة التفاوض من قلب الميكانيزم التي ينحصر دورها في تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائيَّة. ويحذّر آخرون من أن تكون هذه الخطوة استدراجًا نحو التطبيع بحججِ تجنُّبِ العدوان الإسرائيلي.

منشورات ذات صلة