معركة بين "المعارضة الشيعية": اتهامات متبادلة بالتبعيّة للسفارات ونهب أموال وشراء شقق فخمة

"أحلام كبيرة" تحرّك "المعارضة الشيعية" تحضيرًا للانتخابات النيابية القادمة. لكن ملامح "خيبات أكبر" بدأت بالظهور في وجه الحراك المنسّق مع سفارات الرياض وواشنطن وأبو ظبي، تحت سقف اليمين الانعزالي. معارك وانقسامات، واتهامات بسرقة الأموال تفشّت بين الجمعِ المعارض، فماذا في التفاصيل؟

- في أجواء التحضير للانتخابات النيابية عقد ما يسمى "تيار التغيير" في النبطية لقاء في 23 تشرين الثاني، استنفرت مقابله مجموعة أخرى. اللقاء مثّل جناح علي مراد ومصطفى فحص، المقربَين من رئيس الحكومة نواف سلام، فيما ينافس هذه المجموعة، "تكتّل" آخر يضم محمد بركات، وهادي مراد، وقاسم جابر وعماد قميحة.

- بعد ساعات، نشر قاسم جابر على صفحته على "فايسبوك" فيديو منتقدًا الاجتماع، واصفًا المجتمعين بـ"معارضين شيعة مجمعين حالن الـboss تبعن لهّيف مصاري" قاصدًا مصطفى فحص نجل السيد الراحل هاني فحص. 
جابر فضح في الفيديو الغاضب أسلوب عمل هذا النوع من المعارضين، مشيرًا إلى أن هناك من يعمد إلى تجميع "معارضين شيعة" على موائد العشاء بهدف التقاط صورٍ لهم، وإرسالها إلى السفارات لتقاضي ثمن ذلك ملايين الدولارات، مؤكدًا أن هناك من اشترى بهذه الأموال شققًا في وسط البلد وأنطلياس والأشرفية.

- بدوره بدأ محمد بركات حملته الانتخابية برفعه العلم اللبناني على منزله في بلدة ربّ ثلاثين بمرافقة الجيش اللبناني في 1 تشرين الثاني. ويومها زار قرى مسيحية مجاورة أدلى فيها بمواقف تتماهى تمامًا مع مواقف القوات اللبنانية. ولاحقًا انتشر "فيديو كليب" يتضمن نشيدًا يمجّد ببركات أثار استهجان الجمهور من خفة أداء بركات عبر محاكاة الزعامات التقليدية.

هؤلاء يروّجون طوال الوقت للاستسلام "كخيار عقلاني"  ويحمّلون مسؤولية العدوان للمقاومة بدل العدو الإسرائيلي. وفيما يقدّم هؤلاء أنفسهم كسبيل للتغيير والإنقاذ والإصلاح، فضحت اتهاماتهم لبعضهم البعض، وتبعيّتهم للسفارات، وتلاعبهم بالناس، وترويجهم لوعود كاذبة، وكشفت أن همّهم هو فقط مراكمة الأموال للوصول إلى السلطة على حساب دماء اللبنانيين الأبرياء. 

يراهن هؤلاء في مشروعهم، كما بقية فريق الوصاية، على ضربة عسكرية ثانية للمقاومة تضعف الثنائي الشيعي، بما يتيح لهم إحداث اختراقات للوصول إلى المجلس النيابي وانتخاب أحدهم لرئاسة المجلس النيابي في خدمة مشروع تحويل لبنان إلى محمية أميركية وتصفية قوى التحرر الوطني.

يُذكر أن المعارضين الشيعة انقسموا بعد انتخابات العام 2018، وتبادلوا اتهاماتٍ بسرقة الأموال. وكان لافتًا أن الانقسام كان بين الذين سبق أن انتموا إلى حزب الله في إحدى مراحل حياتهم، وبين الآتين من خلفيات يسارية.

منشورات ذات صلة