يوم قتلَ ضابط إسرائيليّ سبعين لبنانيًا في حولا، لأنّه لم يحتمل رؤية عرب أحياء
- نفّذت عصابات الهاغاناه -التي شكّلت لاحقًا نواةَ الجيش الإسرائيلي- ما سُمّي بعملية "حيرام" لاحتلال قرى الجليل الأعلى، والقرى الحدوديّة اللبنانيّة و"تنظيفها" من العرب.
- اقتحم إرهابيّو الهاغاناه بلدة حولا اللبنانيّة الحدوديّة، وأغلقوا مداخلها، ثم اقتادوا من بقيَ في البلدة، بعد فرار معظم الأهالي، إلى ثلاثة منازل، وأوقفوهم مكبّلين بمحاذاة الجُدران، ثم فتحوا نيران الرشّاشات عليهم، ولاحقاً أطلقوا النار من مسدّساتهم على رؤوس الضحايا للتأكّد من مقتلهم، ولم يكتفوا بذلك، بل فخّخوا المنازل ونسفوها على جثث الضحايا.
- قضى سبعون مدنيًا لبنانيًا أعزلَ بينهم الكثير من الأطفال والنساء والعجزة دون أن تتدخّل حكومة بلادهم لحمايتهم أو الانتقام لهم بالقوّة أو بالديبلوماسيّة!
- سارعت إسـرائيل كعادتها للفلفة القضيّة والتنصّل منها تحت وطأة وحشيّة الجريمة والتنافس الإسرائيلي الداخلي، فعمدت إلى محاكمة صوريّة لأحد ضبّاط الهاغاناه، في سعيها للحفاظ على صورة الدولة الديمقراطية الملتزمة بحقوق الإنسان.
- حوكم الضابط البولندي الأصل "شموئيل لاهيس" (22سنة) الذي برّر إعدام أهالي "القرية السيّئة" بحسب تعبيره، بأنّه لم يتحمّل رؤية عربٍ أحياء، فحكمت عليه المحكمة سبع سنوات، ثُم خُفِّض الحكم إلى سنة واحدة، ثم نال عفوًا رئاسيًا من "حاييم وايزمن" و"إيزاك بن تسيفي" عام 1955، وعمل محاميًا فأمينًا لسرّ الوكالة اليهودية، ثمّ ممثّلًا لها في واشنطن، ثم رئيسًا للوكالة عام 1978، حيث نال جائزة الكنيست لدوره في زيادة هجرة اليهود خلال فترة ترؤسه للوكالة... ولم يُسجن شهرًا واحدًا لقتله سبعين مواطنًا لبنانيًا.
- شكّلت حولا نموذجًا لعدوانيّة ووحشيّة إسرائيل منذ نشأتها قبل أن تولد المقاومة، واليوم تشكّل نموذجًا للصمود، حيث واجه أهالي حولا توحُّش الجيش الإسرائيلي الذي أمطر البلدة بالنار ودمّرها وتوغّل فيها، وحطّم النصب التذكاري لشهداء المجزرة.
- تواصلُ البلدة اليوم مواجهةَ آثار العدوان بإعادة الحياة إلى أحيائها، وتسعى البلديّة بإمكاناتها المتواضعة لإعادة افتتاح مدرسة البلدة، وترميم البنية التحتيّة الأساسيّة، وتأمين الحاجيّات الضروريّة كالتدفئة والمواد الغذائية وغيرها، لكنّها تُقابَل بمزيدٍ من لامبالاة الحكومة، وتكرار الاعتداءات الإسرائيليّة.